لما بنتكلم عن دور المدرب أو الكوتش في حياة عملائه، غالبًا بيجي في بالنا دور المرشد أو الشخص اللي بيقدم خطة نجاح.
لكن الحقيقة إن القيم هي المحرّك الأساسي اللي بيخلي العلاقة بين المدرب والعميل مش مجرد “كلام وخطط”،
بل تجربة ثرية وصادقة يبني عليها العميل نجاحاته.
القيم اللي بيؤمن بيها المدرب هي السند اللي بينعكس على تصرفاته وطريقته في التواصل مع العميل.
بالقيم دي، العميل بيحس إن فيه أرض صلبة يقدر يقف عليها، وإن المدرب بتاعه مش بس بيعلمه معلومات نظرية، لكن كمان بيشاركه مبادئ بتحفّزه وتخلّيه يطوّر من نفسه بشكل أفضل.
من خلال معرفة القيم، والإيمان و الالتزام بيها، المدرب بيوصل رسالة واضحة: “أنا موجود علشان أدعمك بصدق وأمانة، وأسعى فعلًا إنك توصل لأهدافك وتبني حياة أحسن”.

القسم الأول: اكتشاف القيم
البداية دايمًا بتكون من الداخل. قبل ما نفكر في إزاي هنظهر القيم، لازم نسأل نفسنا:
إيه أساس القيم اللي بنبني عليها كل تعاملاتنا؟ وهل القيم دي بتعكس شخصيتنا فعلاً ولا مجرد كلام عابر؟
لما تحلل رسالتك الشخصية كمدرب، بتحط إيدك على الرؤية اللي بتحلم تحققها. هل أنت شايف نفسك شخص بيفتح للناس أبواب الأمل؟ ولا بتركّز أكتر على الانضباط وتحقيق الإنجازات؟ ولا يمكن بتهتم بشكل خاص بتمكين العملاء نفسيًا؟ لما تحدد رسالتك ورؤيتك بوضوح، هتعرف بشكل أكبر القيم اللي بالفعل بتظهر من خلال شغلك.
أما فهم احتياجات العملاء، فهو زي ما تقول “المفتاح” اللي بيفتح باب الثقة الحقيقي. مش كل عميل بيبقى مستني نفس الأسلوب أو نفس طريقة التدريب. في واحد بيحتاج اللي يشجّعه على أول خطوة، وواحد تاني عايز اللي يحاسبه على كل خطوة. لما تقدر تميّز الاختلافات دي، هتبقى أقرب لقلب كل عميل، وهتحسسه إن قيمك فعلًا بتتجاوب مع رغباته وأهدافه.
ومهم جدًا إنك تشوف تجاربك السابقة وإنجازاتك. فكر في المواقف اللي اتعاملت فيها مع عميل وقدرت تحقق نجاح ملموس ساعتها. إيه اللي كان بيميز الطريقة اللي تصرفت بيها؟ هل كان الصدق والوضوح؟ ولا الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة اللي فرقت مع العميل؟ الإجابات على الأسئلة دي هتساعدك تعرف القيم اللي كانت ورا النجاح ده، فتقدر توظفها بشكل أوضح في المستقبل.
في نفس الوقت، التعلم من المدربين الناجحين وده مش معناه إنك تقلدهم أو تمشي على خطاهم بالحرف، لكنه فرصة إنك تشوف هم بيعملوا إيه مختلف، وإزاي بيقدروا يسيبوا الأثر الكبير ده في عملائهم. خلي دايمًا عينيك مفتوحة على تجارب الغير، وجرّب تطوّر أسلوبك بشكل يعبّر عن شخصيتك.
وأخيرًا، لازم توازن بين قيمك وقيم العملاء. ممكن يكون عندك قيمة التركيز على النتائج، بس تلاقي العميل بيحب الخُطوات البطيئة اللي بتبني له الثقة في نفسه. هنا بتظهر مهارتك كمدرب إنك تلاقي نقطة التقاء بين طريقتك وبين رغباته عشان توصلوا سوا لأحسن نتيجة ممكنة.

القسم الثاني: القيم الأساسية الواجب إظهارها
لما نتكلم عن أهم القيم اللي لازم تبرزها كمدرب أو كوتش، بنلاقي إن فيه كام قيمة أساسية ممكن تخلق الفرق الحقيقي في تجربة العميل معاك:
المصداقية والثقة
الناس بطبيعتها بتحب الشخص الصادق اللي بيلتزم بكلامه. لو وعدت العميل بشيء، لازم تلتزم وتكون وفيّ بوعدك. الثقة مش بتتكون في يوم وليلة، لكنها ممكن تنهار في لحظة لو العميل حس إنك بتقول حاجة وبتعمل حاجة تانية.الالتزام بنجاح العميل
كتير من العملاء بيدوروا على مدرب يساعدهم يتجاوزوا صعوبات معينة، ومش بس يسمع مشاكلهم. لما العميل يحس إن نجاحه هو كمان نجاح ليك، وإنك شغوف فعلًا إنك توصّله لأهدافه، هينعكس ده على حماسه واستمراره في التدريب.الدعم والتشجيع
كلنا بنمر بأوقات صعبة، وفيها بنحتاج حد يشجّعنا ويطبطب علينا ولو بكلمة تحفيزية بسيطة. لما تدي لعملائك الإحساس ده، هتلاقيهم متحمسين يكملوا وبيهتموا إنهم يطوّروا من نفسهم بشكل أفضل.الشفافية
العميل من حقه يعرف كل حاجة بوضوح. لو في نقطة ضعف أو تحدي، خليك صريح فيها. الناس بتحب اللي بيقولهم الحقيقة من غير لف ودوران. حتى لو صعبة شوية، هتقدّم مصداقية تخلّي العميل يثق فيك على المدى البعيد.الإلهام والتحفيز
مش بس تقدّم خطة أو جدول، لكن كمان تخلق جو من الإيجابية يخلي العميل عنده طاقة إنه يواجه تحدياته. احكي له تجارب أو نجاحات سابقة، خليه يشوف إن التغيير ممكن وإن كل عقبة قصادها فرصة.الاحترافية والخبرة الطويلة
إنك تكون محترف في أسلوبك هو أمر جوهري؛ فعملاؤك بيثقوا فيك بناءً على معرفتهم بخبرتك وتمكّنك. كلما ظهرت احترافيتك في إدارة الجلسات، وتنظيم الوقت، وصياغة الأهداف، وتقييم النتائج، العميل بيحس إنه في أمان وتحت إيد خبير عارف هو بيعمل إيه. الخبرة الطويلة مش معناها إنك توقف تعلّم، بل بالعكس، هي حافز إنك تفضل تطوّر نفسك وتقدّم الأحدث والأفضل لعملائك.
طبعًا في قيم تانية زي المرونة في التعامل، والروح الإيجابية، وحسن الإصغاء. الفكرة إن القيم دي كلها بتشتغل سوا وبتخلق في النهاية “صورة” عنك كمدرب، والصورة دي هي اللي بتفضل في بال العميل حتى بعد انتهاء البرنامج التدريبي.

القسم الثالث: كيف تُطبق القيم عمليًا؟
الكلام عن القيم مهم، لكن الأهم إننا نشوفها بتتطبق على أرض الواقع. أول حاجة ممكن تبدأ بيها هي إنك توضّح قيمك من أول جلسة تعريفية مع العميل. مش ضروري تبقى جلسة طويلة مليانة كلام كبير، لكن من المهم يلمس إنك بتعيش اللي بتقوله.
حاول مثلًا إنك تحط جدول زمني واضح وتشرح للعميل ليه الجدول ده مهم، إيه الخطوات اللي هنمشي عليها، وإزاي هتقيّموا التقدم بمرور الوقت. لو عندك قيم زي الصدق والالتزام، هتلاقي إنك دايمًا بتفتكر تراجع مع العميل في نهاية كل جلسة، وتشوف هل هو راضي عن اللي بيحصل؟ هل فيه نقاط محتاجة تعديل؟
كمان لما يحصل تحدي أو عقبة في نص البرنامج التدريبي، دي فرصتك الذهبية تطبق قيم الدعم والتحفيز. خليه يحس إنك مش “مدرب كرتوني”، إنما شريك حقيقي في رحلة اكتشافه لإمكانياته. ابعت له رسالة في نص الأسبوع تذكّره بقدراته، وكن موجود علشان تسمع مشكلته وتحاولوا تحلّوها سوا.
لو بتطبّق قيمة الشفافية، ممكن في أي وقت تشرح للعميل ليه بتختار تمارين معينة أو أسلوب تدريب محدد. لما تشرح خلفية كل قرار، هو بيطمن إنك مش ماشي بشكل عشوائي، وإن عندك رؤية واضحة هتقوده فعلًا نحو تحقيق أهدافه.

القسم الرابع: القيم والعلاقات طويلة الأمد
فيه مدربين كتير بيعتمدوا على استراتيجية إنهم يخلّصوا البرنامج مع العميل وبس.
إنما لو فعلًا حابب تبني اسمك كمدرب أو كوتش مع الوقت، لازم تركز على العلاقات طويلة الأمد.
وده مش هيحصل إلا لما العميل يحس إنك شخص ملتزم، بتهتم بمصلحته، وعندك قيم ما بتتغيرش مع الظروف.
لما تسيب في ذهن العميل انطباع قوي بأنك إنسان صادق وشفاف، هييجي يوم وهو بيتكلم عنك مع أصدقائه أو زملائه، ويقول لهم إنه استفاد من خبرتك وقيمك. التوصيات دي بتبقى بمثابة شهادة نجاح لأي مدرب، وبتديك مصداقية أكبر في السوق.
في النهاية، القيم هي المحور الأساسي اللي بيربط شغل المدرب بسمعته والبراند الشخصي ليه وسط الناس. كلما كنت وفيّ للقيم دي واشتغلت عليها بصدق، هتلاقي علاقتك بعملائك بتتحوّل من مجرد علاقة عمل لعلاقة ثقة حقيقية وممتدة.
ممكن حد يسأل: “طيب، هو الموضوع كله يلخّص في إني أبقى إنسان كويس؟” الحقيقة إن قيم المدرب أعمق من كده بكتير.
هي اللي بتميزه وسط زحمة المنافسين، وهي اللي بتحدد أثره الحقيقي في حياة عملائه.
لما تحدد قيمك وتعيشها بجد، مش هتحتاج تقنع أي حد بقيمة خدمتك؛ لأن الناس بتشوفها بنفسها في تعاملاتك ونتايجك.
ابني قيمك بطريقة واضحة، وفكّر فيها كأنها جزء من البراند الشخصي الخاص بيك.
بالتزامك بيها كل يوم، هتلمس نجاحك المهني بيزيد وهتلاقي نفسك بتساعد عملاء أكتر على إنهم يوصلوا لأهدافهم بثقة وقوة.
نصيحة أخيرة: ماتكتفيش إنك تعرف قيمك، اشتغل عليها كل يوم وطوّر منها، وخلّي عملائك يشوفوا إنها مش مجرد مبادئ محفوظة على الورق، لكنها جزء حيّ من رحلتك ورحلتهم نحو التميّز والإنجاز.
شيرين محمد عادل حامد أبو عوض
يناير 5, 2025جزاكم الله خيراً كثيراً في الحقيقة استفدت كثير جداً
شيرين محمد عادل حامد أبو عوض
يناير 5, 2025جزاكم الله خيراً كثيراً في الحقيقة استفدت كثير جداً من المحاضرة وحطيت إيدى على نقاط القوة والضعف عندى
محمد أبوهاشم
يناير 5, 2025مقال رائع كالعادة .. شكراً مستر محمد
Waleed
يناير 6, 2025مقال أكثر من رائع
الاهم من معرفة القيم هو تفعيلها… لان بعض الناس عارفين قيمهم فى الحياة بس غير مفعله
شكرا جزيلا
كوتش وليد عبدالله