لماذا لا نقرأ الكتب؟ سؤال يشغل بال كل شخص يهتم بواقع المجتمعات العربية والإسلامية، فمنطقة الشرق الأوسط هي أكثر منطقة نزل فيها أنبياء ورسل ومع ذلك فإن نسبة من لا يقرأن ولا يكتبون مرتفعة جدًا عند مقارنتها بغيرها، بارغم من أن من أولويات الرسل دائمًا حث الناس على ترك ما اعتادوا عليه وتجريب واعتناق الجديد الذي أتى به الرسل الذي يحتاج حتمًا للقراءة والكتابة وغيرها من أدوات العلم اللازمة لإحداث تغيير على مستوى القناعات والأفكار لدى الأفراد والمجتمعات.
فلماذا لا يقرا أهل الشرق كما يقرأ غيرهم؟ دعونا نحاول الإجابة على هذا التساؤل الهام في الأسطر القادمة.
لماذا لا نقرأ؟
يقول الكاتب والفيلسوف الأمريكي ألبرت هوبارد “لن يكون هذا البلد متحضرًا إلا بإنفاق مزيد من الأموال على الكتب أكثر ما ينفق على العلكة”، بمثل هذه الأفكار التي تنشر بين العامة ويتربى عليها الأطفال أصبحت أمريكا هي القطب العالمي الأوحد، ونحن كمسلمون وعرب مطالبون باعتناق هكذا أفكار حتى نتخلص من القناعات السيئة عن القراءة.
هناك العديد من الأسباب التي تعيقنا عن القراءة ويمكن تقسيم هذه المعيقات لثلاثة أنواع وهي: مشكلات ما قبل القراءة وأخرى أثناء القراءة وثالثة بعدها، وفي هذا المقال سنناقش مشكلات ما قبل القراءة والتي تمنعنا من القراءة، وفي مقالات لاحقة سنتناول بقية المشكلات وحلولها.
لماذا لا نقرأ؟ مشكلات ما قبل القراءة
دائمًا ما تكون هناك أخطاء عديدة ارتكبناها في الكواليس قبل أن نصل لمرحلة فشلنا في إنجاز هدف ما وبإيجاد الحلول لما في الكواليس فإن النتائج ستتغير سريعًا لا محالة، وهذه مجموعة من أهم الأخطاء التي تخبرنا: لماذا لا نقرأ؟
عدم تحديد وقت للقراءة
معظمنا لا يحدد وقتا للقراءة، ولن أكلمك عن خطورة ذلك إلا بسؤال واحد: تخيل ماذا يمكن أن يحدث إن لم يوجد وقت محدد للعمل؟
ماذا أقرأ؟
يقول أحدهم: “عندما تعرف ما تريد سيمكنك عمل ذلك” فعدم تحديدك للكتب التي ينبغي عليك قراءتها يؤذيك جدًا، لأنك عندما لا تعرف ما الذي يفترض عليك قراءته فإنك لن تقرأ أبدًا.
خدعوك فقالوا
خدعتك الصحف والمجلات والفضائيات ونقاشات من حولك عندما أخبروك بأن القراءة مجرد هواية ومن الطبيعي جدًا أن يكون هناك البعض ممن لا تستهويهم قراءة الكتب، في حين أن الخطاب العام لو كان يحمل نغمة مثل: القراءة لا تقل أهمية عن الطعام والشراب فكما أن من لا يأكل يموت فإن من لا يقرأ يتجمد فكره ويتعطل عقله ويكون عرضة لقبول الأفكار الخاطئة أكثر من غيره.
الإدارة الفاشلة لأهم رؤوس الأموال التي تمتلكها
في حياتنا نمتلك العديد من رؤوس الأموال التي يجب علينا استثمارها لتنمو حياتنا بشكل مستمر وأثمنها على الإطلاق هو “الوقت” فالشيء الوحيد الذي لا يرجع للخلف هو الوقت، وعدم إدارتك الجيدة لوقتك يعني أنك مدير فاشل بدليل أنك لا تجد وقتًا لأحد الأولويات التي يتوقف عليها تطورك ونموك بقوة، إدارتك لوقتك تؤكد أنك شخص يفهم الحياة بشكل صحيح ويعلم أهمية القراءة ويدرك أن قراءة الكتب من الفرائض التي لا يمكن تأخيرها.
أين خط النهاية؟
كما أن معرفة النقطة التي ستنطلق منها في مطالعة الكتب فإن تحديد نقطة النهاية من الأهمية بمكان، فلابد أن تعرف كم سيستغرق هذا الكتاب من وقتك حتى تنتهي من قراءته ويمكنك ذلك من معرفة متوسط سرعة قراءتك.
إذا كانت هذه المشكلات فما الحلول؟
حلول مشكلات ما قبل القراءة
مهما امتلكت من مهارات تساعدك على القراءة، فإن هذا لن يشفع لك في تحسين صلتك بالقراءة، لذلك عالج مشكلاتك قبل القراءة أولًا ثم ابحث عن المهارات التي تجعل قراءتك أكثر إثمارًا وإنتاجًا، وإليك مجموعة من الحلول المجربة:
حدد وقتًا للقراءة
اكتب مجموعة من الأوقات التي يناسبك فيها أن تقوم بالقراءة.
حدد ماذا ستقرأ
أهم جانبين في حياتك ينبغي عليك تطويرهما هما: الجانب الروحي وجانبك الوظيفي والعملي، ولتطوير نفسك في الجانب الروحي حدد وقتًا لمدارسة كتابك الديني المناسب لمعتقدك مثل القرآن أو الكتاب المقدس أو الفيديا أو غير ذلك، وكتبًا خاصة بنموك وتطورك الوظيفي.
بعد ذلك خطط لقراءة كتب تنميك في جوانب حياتك المختلفة كتربية الأطفال وأن تكون زوجًا أو زوجة جيدة وكيف تعامل من حولك وهكذا.
كَم في كَم
حدد الوقت الذي سيستغرقه قراءة الكتاب الذي حددته من خلال معرفة سرعتك حتى تكون خطتك متكاملة ومحددة بوقت وزمن.

يمكنك هذا من تقييم تجربة القراءة حتى تستطيع مع كل كتاب معرفة جوانب النجاح ومعرفة جوانب الإخفاق حتى تتم معالجتها في التجربة التالية، ويمكنك تطوير سرعة قراءتك عن كورس القراءة السريعة.
أخيرًا كانت هذه أهم المشكلات التي تسبق خطوة القراءة والتي نبغي معاجتها أولًا قبل أن نبدأ فعليًا في القراءة، لا تنسوا متابعة الموقع وصفحة الفيس بوك لتصلك بقية المقالات المتعلقة بهذا الموضوع.
(هذا المقال خاص وحصري بموقع mshaker.com)