إن إتقان القراءة السريعة أصبح الآن من المهارات الأساسية التي ينبغي على كل شخص يعيش في هذا العالم المتسارع أن يأخذ بنصيب وحظ وافر من تعلم وإتقان استراتيجياتها لكي يواكب سرعة التطور التي تحدث في كافة المجالات من حولنا.
وفي هذا المقال، سأشارك معك _عزيزي القارئ_ مجموعة من أهم الأساليب والطرق الفعالة والمثمرة التي تساعدك في خطوات يسيرة على زيادة سرعتك في قراءة الكتب، مع تحقيق قدر مذهل من الفهم للنص الذي بين يديك.
كيفية إتقان القراءة السريعة
إن إتقان القراءة السريعة يتطلب منك _عزيزي القاريء_ أن تعمل على جانبين:
- الجانب النفسي: والذي يهتم بقناعاتك ومعتقداتك عن فن القراءة، حيث يفترض أن تقوم بالتخلي عن قناعاتك الخاطئة عن القراءة، واستبدالها بالعادات المفيدة والفعالة، ويمكنك معرفة الكثير عن هذه القناعات ومعرفة كيفية التغلب عليها، من خلال قراءة المقالين التاليين: قناعات خاطئة عن القراءة ج1 وقناعات خاطئة عن القراءة ج2.
- الجانب التطبيقي: وهذا يختص بالتقنيات التي تستخدمها أثناء القراءة، فهناك كثير من الممارسات التي نقوم بها إراديًا ولا إراديًا عند القراءة تقلل من سرعة قراءتنا، وفي الجزء التالي من المقال سنقوم بإلقاء الضوء أكثر وأكثر على بعض هذه الممارسات ونعرف كيف نتجنبها، لذا تابع معي قراءة المقال.
خطوات إتقان مهارة القراءة السريعة
بعد تحسين الجزء النفسي المتعلق بالقراءة ننتقل للجزء التطبيقي والعملي وهو الخاص بكيف نقرأ؟ وقد تناولنا بعض هذه الخطوات في مقالات سابقة مثل كيف أكون قارئًا بارعًا؟ وإليك المزيد من الطرق التي تساعدك على إتقان القراءة السريعة.
الخطوة الأولى: أعط تركيزك كله للقراءة
التشتت الذهني أو البصري يفقدنا الكثير من قدرتنا على فعل الأشياء بجودة وكفاءة، فكلما أعطينا الشيء الذي نفعله كل تركيزنا كلما أنجزنا هذا الشيء بصورة أفضل وأكثر دقة، والعكس صحيح.، و كذلك فإن إتقان القراءة السريعة يحتاج إلى كل تركيزك، حتى يزداد معدل الكلمات التي تقرأها في الدقيقة الواحدة، وإليك بعض النصائح التي يمكنك من خلالها زيادة تركيزك أثناء القراءة.
- انفرد بكتابك: فكلما كان هناك الكثير من الأشخاص والأشياء حولك، كلما زادت احتمالية تشتت عقلك أثناء القراءة، لذا فإن انفرادك بالكتاب يعنى تقدمك خطوة في طريق إتقان القراءة السريعة.
- عامل المكان مهم: عقولنا تعمل بطريقة مختلفة تمامًا عما نعتقد، فهي تخزن الكثير من التفاصيل المصاحبة لقيامنا بالأشياء، فالسرير يقترن بالنوم والهدوء والراحة …إلخ، ولذا إن حاولت القراءة _مثلًا_ على السرير فإن العقل لن يعير ذلك أي اهتمام، وسيبدأ في التعامل على أنك تود النوم، لذلك فالمكتب والمكتبة والطاولة هي الأماكن التي اعتاد العقل أنه يركز فيها جيدًا للمذاكرة والكتب وهكذا، وبناء على ذلك اختر مكان القراءة بعناية أكبر، حتى تساعد عقلك على منحك المزيد من التركيز.
-
الوقت المناسب: فالقراءة كغيرها من النشاطات المختلفة التي تطلب الاهتمام بعامل الوقت الذي نؤدي فيه هذه المهمة، ولكي تستطيع إتقان القراءة السريعة فلابد من أن تختار وقت القراءة بعناية تامة كما تختار بدقة شديدة وقت التدرب على أي مهارة مفيدة تريد أن تتقن تفاصيلها.
- جهز أدواتك قبل البدء: فكل المهارات بشكل عام لها أدوات خاصة بها، ولأن القراءة السريعة مهارة لها تقنيات خاصة بها فلابد أن نجهز الأدوات التي تعتبر ضرورية حتى نتمكن من إتقان وتطبيق هذه التقنيات، ويمكنك معرفة هذه الأدوات عند قراءتك لكتاب خاص بتعليم القراءة السريعة أو حضورك لأحد الكورسات التي تهتم بتعليم القراءة السريعة مثل كورس القراءة السريعة وكورس القراءة السريعة المتطورة الذي يقدمه المدرب المصري محمد شاكر ويمكنك الإطلاع على تفاصيل هذه الكورسات من خلال تصفح الموقع الذي تقرأ عليه هذا المقال.
خلاصة القول: إن إتقان القراءة السريعة سيتطلب منك التركيز التام على الكتاب الذي بين يديك ولا شيء غيره حتى تستطيع أن تقرأ بفهم أكبر عدد من الصفحات في أقل وقت ممكن.
الخطوة الثانية: مرِّن عينيك
كل أعضاء الجسم لها عضلات معينة تمكنها من القيام بمهامها بما في ذلك العينين، ولكي تؤدي عضلاتنا المهام على أكمل وجه فلابد أن نقوم بتدريبها على القيام بالمهام بطريقتها الصحيحة حتى تعطينا أفضل النتائج الممكنة، ولذلك حتى تمتلك عيوننا السرعة الكافية أثناء القراءة فلابد من تمرين عضلات العين على التحرك بصورة صحيحة، وإليك بعض التمارين التي تساعد على ضبط حركة العين ما يؤدي إلى إتقان القراءة السريعة.
- اصنع مرشدًا لعينك: لو لاحظت حركة عينيك عند القراءة ستجد أنها تتحرك بشكل شبه عشوائي تتقدم وتتأخر وتعلو وتهبط دون أي انضباط في حركتها، لذلك لابد أن تجعل أثناء قرءاتك مرشدًا لعينك حتى لا تضل أثناء القراءة، يمكنك أن تشير بأصبعك أو بأي أداة أخرى على السطر الذي تقرأ فيه لتقوم العين باتباعه تلقائيًا.
- ركز على أصبعي الإبهام: تمكِّنُك ممارسة هذا التدريب من تقوية عضلات العينين مما يزيد من إتقانها لممارسة القراءة السريعة، ولتطبيق هذا التمرين نقوم بالآتي:
- قف باعتدال محاولًا أن يكون ظهرك مستقيمًا بقدر الإمكان.
- قم بفرد ذراعيك إلى الأمام رافعًا أصبعي الإبهام للأعلى كحركة التشهد تمامًا.
- بعد ذلك ابدأ في النظر المتتالي مرة للأصبع الأيمن ثم الأيسر دون تحريك رأسك، وركز على عدم تحريك رأسك لتحصل على فائدة التمرين، وكرر ذلك عشر مرات متتالية.
- كرر هذا التمرين مرتين يوميًا، واستمر على ذلك.
- اكتب بعينك: هذا التمرين يسير وبسيط ولكنه يحتاج للمداومة عليه حتى يؤتي ثماره ويساعدنا على إتقان مهارة القراءة السريعة، وللقيام به نفعل التالي:
- انظر إلى أبعد سور أو حائط في المكان الذي تجلس فيه.
- ابدأ بكتابة اسمك بعينك من خلال تخيل العين لكيفية كتابة حروف اسمك دون أن تحرك رأسك.
- اكتب اسمك مرة بحروف متصلة (محمد) وأخرى بحروف مقطعة (م ح م د).
- اغلق عينيك إلا ربع: يساعد هذا التمرين في إرخاء عضلات العين، وذلك من خلال الخطوات التالية:
- اغلق عينك بشكل شبه كليّ، وحاول وقف اهتزاز جفونك.
- ركز على أبعد نقطة أمام عينك على الحائط أو الجدار المقابل لك، وحافظ على عدم تحريك رموشك أيضًا.
- تصفح كتابًا في خمس دقائق: وتستطيع فعل ذلك مع الكتب متوسطة وصغيرة الحجم بفعل ما يلي:
- اذهب إلى المكتبة وتناول أي كتاب.
- اقرأ الغلاف الأمامي والخلفي بسرعة.
- اقرأ المقدمة والفهرس وتصفح العناوين الرئيسية فقط الموجودة في صفحات الكتاب.
- كرر ذلك مع عشرات الكتب في الزيارة الواحدة، وكرر الزيارة مراتٍ عديدة.
في الختام كانت هذه بعض الاستراتيجيات العملية لإتقان مهارة القراءة السريعة لدينا من خلالها، ويمكنك الإطلاع على مزيد من التمارين التي تساعدك في إتقان القراءة السريعة بقراءة الكتب التي تتناول هذه المهارة، أو يمكنك الحصول على أحد كورسات المدرب محمد شاكر المتخصص في تعليم تقنيات القراءة السريعة، والتي ستفتح لك آفاقًا كثيرة في هذا المجال.
(هذا المقال حصري وخاص بموقع mshaker.com)