مهارة القراءة السريعة هي واحدة من أهم المهارات الذكية التي ستحتاج إليها إن كنت مطالبًا بقراءة كم كبير من الكتب في الدراسة مثلًا أو إذا كنت نهمًا في قراءتك للكتب وتود أن تزيد من حصيلة قراءاتك.
في هذا المقال سنتعرف على معنى القراءة السريعة، وعلى الفوارق بين طريقة القراءة هذه وبين طريقة القراءة العادية، كما سنجيب على أسئلة مثل هل القراءة السريعة تعني عدم الفهم لما تم قراءته؟ وما التأثير الذي ستحدثه سرعة القراءة على قدراتي الذهنية؟ كما سنتعرف على مجموعة من الأساليب والوسائل التي تعينك على زيادة حصيلتك من قراءة الكتب وتوفر لك الجهد والوقت معًا.
ما هي القراءة السريعة؟
لاشك أن عصرنا الحاضر هو عصر المستجدات السّريعة، فكل يوم هناك الجديد في كل مجالات الحياة، والشخص الذي يسعى للاستمتاع بحياته ينبغي أن يكون على اطلاع مستمر بهذه المستجدات الشبه يومية، ولكن ببذل القليل من الجهد بقدر الإمكان.
وهذا يتطلب منا اكتساب المهارات اللازمة لمواكبة هذا التسارع الذي تتحرك به قاطرة العلم، ومن أفضل الوسائل المعينة على ذلك إتقان مهارة القراءة السريعة واستيعابها، فما هي القراءة السريعة؟
القراءة السريعة عبارة عن: اتباع بعض الطرق الفعالة في القراءة تمكننا من قراءة وفهم نص مكتوب في أقل زمن ممكن.
ولكي نفهم ذلك بصورة عملية فيمكنك القيام بهذا الاختبار أولًا.
حدد نصًا مكونًا من ألف كلمة ثم اضبط ساعتك وابدأ في القراءة، ثم لاحظ المدة التي قضيتها في قراءة هذا النص.
هذا الوقت سيكون في الغالب من أربع دقائق إلى سبع دقائق فهذا هو المعدل الطبيعي لدى الكثيرين، حيث يستطيع القراء العاديون في المتوسط قراءة 200 كلمة في الدقيقة، أما القراءة السريعة فتهدف إلى أن تقرأ ما بين 350 كلمة إلى 800 كلمة في الدقيقة الواحدة، وبعض المختصين يقول بأن حصيلة الكلمات قد تتضاعف إلى ما بين 1000 و 2000 كلمة لكل دقيقة الواحدة مع الاستمرار في التدرب.
متى ظهر مصطلح القراءة السريعة؟
في أولى محاضراته في كورس “القراءة السريعة المتطورة” قال المدرب _الرائد في مجال التدريب على القراءة السريعة_ محمد شاكر بأن بدايات ظهور أسس هذا العلم كان قبيل فترة الحرب العالمية الأولى، حيث طور المتخصصون تدريبات ترفع من كفاءة الطيارين في ملاحظة الأهداف وإصابتها عبر جهاز يسمى بالتكتسكوب.
وفي الخمسينيات ظهرت هذه المهاراة للجمهور العام بفضل المعلمة إفيلين وود التي كان لها قصب السبق في تحويل هذا الأمر من المجال العسكري للمجال العلمي، وكان دافعها لذلك التعرف على السبب وراء أن بعض الأشخاص لديهم القدرة على القراءة بطريقة أسرع من غيرهم، وعقب العديد من المحاولات والتجارب استطاعت وود الوصول إلى عدة استراتيجيات أسمتها بـ”القراءة الحيوية لإيفلين وود” في 1959، وقد تم تطوير ما توصلت له إيفيلن فيما بعد.
ويمكنك صديقي القارئ معرفة المزيد عن هذه النقطة تحديدًا وعن القراءة السريعة عمومًا من خلال كتاب “القراءة السريعة” للمؤلف توني بوزان.
فوائد القراءة السريعة
للقراءة السريعة العديد من المميزات الكبيرة، ففي البدء تساعد القراءة السريعة العقل على زيادة الاستيعاب والحصيلة الفكرية والثقافية، مما يعزز القدرة على زيادة التركيز والفهم.
أما على سبيل التفصيل فإن مزايا القراءة السريعة يمكن تعدادها فيما يلي:
- تحصيل أكبر كمية ممكنة من المعرفة في أقصر مدة زمنية.
- تعينك القراءة السريعة على سرعة الفهم وزيادة معدلات التركيز، وتزداد هذه السرعة مع الإكثار في تطبيق التمرينات الخاصة بهذه المهارة.
- يمكنك من خلال القراءة السريعة التنقل بين عدد أكبر من الكتب والمجلات أو الصحف وكذلك العلوم المختلفة، وهذا يوسع من دائرة معارفك وتنوعية المعلومات لديك.
- تهدف القراءة السريعة لجعلك مطلعًا على آخر المستجدات العلمية وخاصة في تخصصك، وهذا يساعدك على المحافظة في التفوق على منافسيك وأقرانك.
- تعلم القراءة السريعة يزيد من حبك للقراءة بشكل عام، لأنك ستلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه القراءة على طريقة تفكيرك وقراراتك نتيجة لتنوعية معلوماتك.
- القدرة على الوصول لمعلومة معينة تبحث عنها في كتاب أو مقال في أقل وقت، إذا كانت بقية الكتاب أو المقال لا ضرورة لها، ولا تعني شيء بالنسبة لك.
- تعلم القراءة السريعة يساعدك في تنفيذ مبدأ قرآني أصيل يأخذ به المتميزون وهو المسارعة في الخيارات “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم” و “والسابقون السابقون* أولئك المقربون”.
- تنمي القراءة السريعة للكتب والمقالات طرق إدارة الوقت بصورة غير مباشرة.
- تعلم القراءة السريعة يخبرك بصورة واقعية عن القدرات التي أودعها الله في حواسنا، فعلى كل حال تشير بعض الأبحاث إلى أن أكثر الأشخاص ذكاء في العالم لا يستخدمون سوى 10% فقط من إمكاناتهم العقلية.
- سرعة القراءة ستجعلك تعرف كيف تكون قارئًا بارعًا.
كيف أطور مهارة القراءة بسرعة عندي؟
كل حواس الإنسان تشبه تمامًا العضلات التي ننميها في صالات كمال الأجسام، أو من خلال اتباع نظام غذائي معين، وعندما يتم تمرين حواسنا بصورة مستمرة على عادات فعالة وعلى تقنيات أكثر إنتاجية، فإن حواسنا ستستجيب لهذا التطوير إلى حدود لا يمكننا تصورها.
وفي هذه الجزء من المقال سنتعرف على الوسائل التي يمكننا من خلالها تطوير استقبال العين لعدد كبير من الكلمات في أقل فترة زمنية:
- لا تكلم نفسك بما قرأته.
- غطِ ما قرأته حتى لا تتنقل عيناك بين الكلمات.
- لا توقف حركة عينيك وتقدم ببصرك دائما للأمام.
- زد من سرعتك في القراءة متغاضيًا عن الفهم الجزئي مكتفيًا بالفهم الكلي في البدايات، حتى يتناغم استيعاب المخ مع سرعة العينين في القراءة تدريجيًا.
- استعن بالعروض البصرية المتخصصة في رفع كفاءة العينين في التقاط الكلمات.
- اجعل تركيزك كله منصب على القراءة ولا تنشغل بشيء آخر.
- تعرَّف على المحتوى الإجمالي للنص من خلال الفهرس أو العناوين الرئيسة أولًا.
- مُر مرورًأ سريعًا على عناوين الفصول.
- لوِّن العناوين الرئيسية بلون مميز والفرعية بلون آخر.
- ألقِ نظرة على الصور والجداول في حالة ما إذا كان ما تقرأه يحتوي عليها.
- دقق النظر أكثر عند قراءة الكلمات التي تبدأ بها الفقرات وخاصة الأولى والأخيرة.
- في نهاية القراءة اطرح على نفسك بعض الأسئلة مثل: ما هي الأفكار الرئيسة التي يناقشها هذا الكتاب؟ وما وسائل الكاتب في توصيل هذه الأفكار؟
- تدرب على قراءة العديد من الكلمات في آن واحد.
- لا تعد قراءة الجمل التي قرءتها ولا تكررها.
تمارين لإتقان مهارة القراءة السريعة
هناك العديد من التمارين التي تعمل على تحسين سرعة القراءة، بل إن هناك العديد من الكتب والكورسات التي تعلم الفرد والمؤسسات الكثير من التقنيات التدريبية السهلة لتعلم مهارات القراءة السريعة، ومن هذه الكورسات “كورس القراءة السريعة المتطورة” للمدرب محمد شاكر وهو أحد رواد هذا المجال في مصر والوطن العربي والذي درب المئات من الأشخاص على هذه المهارة.
وهذه بعض التمرينات السريعة التي التي يمكن تطبيقها لرفع سرعة القراءة لديك:
التركيز على أصبع الإبهام
يهدف هذا التمرين لتقوية سرعة استجابة العين لالتقاط أكبر قدر من الكلمات أثناء القراءة.
لتطبيق هذا التمرين تقوم بمد ذراعيك للإمام بقدر المستطاع ثم تبدأ في تحريك أُصبعي الإبهام وتحاول ملاحظتها بعينك دون أن تحرك رأسك.
اكتب بعينك
حيث تقوم بالتركيز على أبعد نقطة على الحائط المواجه لك، وابدأ في كتابة ما يجول بخلدك على الحائط.
الغلق الجزئي للعين
حيث يقوم المتدرب بغلق عينيه جزئيًا، مع مراعاة عدم تحريك الجفون والنظر إلى أبعد نقطة ممكنة.
عصر العينين
يساعد على إرخاء عضلات العين من خلال فتح العينين والفم لأوسع حد عند الشهيق وهذا يؤدي لتطويل عضلات الوجه بصورة عامة، وفي حالة الزفير نغلق العين جيدًا مع اعتصار عضلات الفك والرقبة وبقية عضلات الوجه، وبعد ذلك قم بحبس نفسك قرابة الثلاثين ثانية مع الاستمرار في اعتصار الوجه، وأخيرًا كرر ذلك مرارًا وتكرارًا مع أخذ فترة راحة بين كل مرة حتى لا تتشنج عضلات الوجه أو تشعر بالإجهاد.
هذه بعض التمرينات العامة، ولكن في القريب سنفرد مقالات خاصة لتمارين تسريع القراءة لأقصى درجة ممكنة.
أخيرا… كانت هذه إطلالة سريعة على مفهوم القراءة السريعة مع تعلم بعض الوسائل المساعدة في اكتسابها حتى نتمكن من زيادة حصيلة قراءة الكتب في أقل مدة زمنية ممكنة، انتظرونا في المقالات القادمة التي سنتحدث فيها بتفصيلات أكثر عن كيفية التخطيط لكي نتقن هذه المهارة وكيف يمكن تخطي مشكلات قد تعوقنا عن الوصول لهذا الهدف.